صحيفة عكاظ - العدد 13180
طبيبة في أحد المستوصفات الخاصة بمكة المكرمة ضربت بتعليمات وزارة الصحة التي تمنع إجراء عمليات التوليد في المستوصفات والمراكز الصحية الخاصة ـ عرض الحائط فكادت تؤدي بحياة مواطنة (ما تزال في المستشفى) وتسببت في حرمانها من الانجاب مدى الحياة.
المواطن سامي الحميضي روى لـ "عكاظ" تفاصيل ما حدث لزوجته (ك.ك.ب) قائلاً: راجعت زوجتي المستوصف يوم الثلاثاء 11 جمادى الآخرة الماضي قبيل منتصف الليل حيث استقبلتنا الطبيبة (س. ب) وبعد الكشف الطبي أخبرتني بأن زوجتي في حالة ولادة وعندما رغبت في اصطحابها إلى مستشفى الولادة والأطفال أكدت لي أن حالتها لا تحتمل وقد تضع مولودها في السيارة مما يعرضها لمضاعفات.
أمام هذا الواقع رضخت لرغبتها في توليدها بالمستوصف وذهبت لإحضار تكاليف الولادة.
وعند عودتي وجدت الطبيبة تحقنها في الوريد سألتها عن نوع الحقنة فأوضحت أنها طلق صناعي لمساعدتها على الولادة.
وبعد مرور الساعة أنجبت زوجتي بنتًا، سارعت إلى الغرفة لرؤيتها لأفاجا بها غارقة في دمائها سألت الطبيبة عن السبب فأفادت بأن الأمر طبيعي وطلبت مني الخروج... وشاهدتها (الطبيبة) تصعد مرتين إلى الطابق العلوي وعلمت أنها تقيم هناك مع زوجها وأبنائها.
دخلت ثانية على زوجتي لأجد النزيف متزايدًا، سارعت إلى الطبيبة أسألها فأجابت: "رحم زوجتك لم ينقبض بعد الولادة لذلك استمر النزيف... وسأقوم الآن بتدليك الرحم وإذا لم ينقبض خلال ربع ساعة سيكون من الضروري نقلها إلى مستشفى الولادة.
وبالفعل ـ يقول الزوج ـ لم يتوقف النزيف بل استمر في الزيادة فتم نقلها بإسعاف المستوصف إلى المستشفى حيث أمرت طبيبة الطوارئ بإدخالها فورًا إلى العناية المركزة لسوء حالتها وبعد ساعة أدخلت إلى غرفت العمليات حيث أجريت لها عملية استئصال لكامل الرحم ثم أعيدت إلى العناية المركزة وأعطيت عشر وحدات دم (خمسة آلاف جرام) لتعويض دم فقدته بسبب النزيف وقد استعنا بالدوريات الأمنية لتوفيره لأن جميع أقربائي كانوا قد تبرعوا لي بكميات كبيرة من الدم في العملية التي أجريت لي قبل حوالي عشرين يومًا، ويضيف الحميضي: تقدمت بشكوى لمديرية الشؤون الصحية ضد الطبيبة بعد أن تأكدت من أنها حقنت زوجتي ثلاث مرات بالطلق الصناعي مما أدى إلى حدوث النزيف واستمراره وهذا هو ما يؤكده التقرير الطبي.
ويتساءل الزوج بمرارة: من يعيد لي حقوقي الشرعية والقانونية فيما تعرضت له زوجتي؟
مدير مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة الدكتور حسين بن عبد الله غنام يؤكد أن تدخل المستشفى بإجراء عملية استئصال الرحم والمبايض كان لابد منه نظرًا للحالة الصحية الحرجة التي وصلت لها المريضة، وقدرنا أن انقاذ حياتها أهم من أي اعتبارات أخرى، وهي ما تزال تتلقى العلاج في المستشفى وحالتها الصحية جيدة وإن كانت تعاني نفسيًا بسبب استئصال الرحم والمبايض وفقدانها لأحد أهم ما لدى المرأة (عملية الإنجاب)ز
وللوقوف على وجهة النظر الشرعية والقانونية عرضنا الأمر على المحامي الشرعي الشيخ صالح بن محمد التويم الذي قال: إذا اتضح من خلال المعاينة الطبية أن الطبيبة تسببت في عملية اتلاف الرحم والمبايض فإنها تلزم بدفع الدية التي يقررها الشرع وفق ما يتضح من التقارير والجوانب الطبية الأخرى، أما فيما يتعلق بإعطاء أي نوع من المواد الطبية المساعدة على الحفاظ على صحة المريض فهذا أمر يقرر الطب متى يمكن التدخل من عدمه.