صحيفة البلاد - العدد 17644
بحضور عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان وأصحاب الفضيلة والمعالي المشايخ عبد الله بن بيه وعمر الجيلاني ومحمد النحوي ومحمد عمر الزبير وعدد كبير جدًا من العلماء والمثقفين وطلبة العلم الشريف افتتح معالي الشيخ أحمد زكي يماني المقر الجديد لمجلس الروحة للتعلم والتعليم بمحافظة جدة وذلك مساء أمس الأول ابتدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم كلمة افتتاحية لرئيس المجلس السيد عبد الله فدعق تلى ذلك إعلان الشيخ اليماني افتتاح المجلس الجديد المؤقت ثم كلمة مختصرة لمعاليه عن العلم وفضله.
قرئت بعد ذلك سيرة ذاتية مختصرة لمعالي الشيخ زكي يماني ضيف الافتتاح ثم بدأ معاليه محاضرته القيمة "فقه النصوص وفقه المقاصد" فذكر أنه في الظروف الدولية المتغيرة عما كان عليه حال في الماضي الذي أبدع فيه فقهاؤنا وخلفوا لنا ثروة نعتز بها.
بنوا بعضها على عرف تغير ومصالح تبدلت أصبحت بعد آرائهم اليوم في حاجة لإعادة النظر فهناك مثلاً معاملات تجارية لم تكن مألوفة أو معروفة وتحتاج لحلول فقهية نستقيها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك فإن فقه مقاصد الشريعة هو من آليات تجديد الفقه وتطويره إن لم يكن أهمها.
ذكر الشيخ بعد ذلك أن الفقه الإسلامي ينقسم إلى مذاهب مختلفة وللفقهاء من كل مذهب طرائقهم في الاجتهاد والاستنباط وهناك أهل الرأي وأهل الحديث ولقد أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا الطريقتين في الاجتهاد، وحديث "لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة" يعتبر خير مثال يوضح الفرق بين من تمسك بحرفية النص وبين من تفهم القصد.
وأضاف الضيف قائلاً: إن عميد الفقه المقاصدي هو أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والمتبع لقضاياه يعرف مدى تمسكه بالمقاصد الشرعية عامة أو كلية أو جزئية، ولا غرابة فقد نال رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم التقدير الخاص "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" وتوارث هذا الفقه فقهاء المدينة السبعة، ومنهم إلى تلاميذهم ومنهم إلى الإمام مالك، ولهذا اشتهر المذهب المالكي بتمسكه بالمقاصد وبين الشيخ أن الإمام الحكيم الترمذي أول من استخدم كلمة المقاصد ثم تبعه الإمام الماتريدي ثم الإمام القفال الشافعي ثم تلاه من الشافعية الإمام الباقلاني فالإمام الجويني ومن بعده الإمام الغزالي ورفع بعد ذلك المتأخرون من المالكية مثل الإمام الشاطبي راية مقاصد الشريعة ومن بعده الإمام ابن عاشور.
وذكر الشيخ اليماني أنه يمكن تقسيم المقاصد الشرعية إلى ثلاثة أقسام عامة وخاصة وجزئية ومن المقاصد العامة بنى المالكية أصلين هامين هما المصالح المرسلة وسد الذرائع وساق المحاضر بعض التطبيقات العملية المراعية للمصلحة واعتبارها المقصد العام للشريعة.
وختم الشيخ محاضرته بإعلان إنشاء مركز دراسات مقاصد الشريعة يتبع مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي وسيشارك فيه كثير من علماء المسلمين وأقطارهم المختلفة، ونبحث فيه موضوعات مختلفة للمقاصد.
بعد ذلك فتح باب المداخلات والأسئلة من الحضور من السادة والسيدات اللواتي تابعن المحاضرة عبر الدائرة المغلقة والإجابة عليها من الضيف فبدأ الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء ثم المشائخ عمر الجيلاني وعبد الله بن بيه ومحمد النحوي ومعالي الدكتور محمد عمر الزبير فالشريف عبد الله فراج ثم الأستاذ زيد شرف الدين أثنوا على عمق المحاضرة وسعة علم المحاضر بعد ذلك ختم السيد عبد الله فدعق اللقاء بتقديم هدية المجلس التكريمية للشيخ أحمد زكي يماني وللحضور الكريم.